معارف

“العشاء الأخير” ليست مجرد لوحات بل كتب وروايات أيضا

[ad_1]


شهدت الأيام الأخيرة جدلًا كبيرًا، وذلك بعدما استوحى أحد عروض افتتاح بطولة أولمبياد باريس 2024 موضوعه من التراث الفني، الذي رآه البعض تشبيهًا كبيرًا بلوحة “العشاء الأخير” للرسام العالمي “ليوناردو دا فينشي”، وفي ضوء ذلك نتساءل:  هل مصطلح “العشاء الأخير” اقتصر على اللوحات الفنية فقط أم له نصيب مع الكتب والأعمال الروائية؟


والإجابة: جاء عنوان “العشاء الأخير” على رأس عدد من الكتب منها:


العشاء الأخير


رواية العشاء الأخير للكاتب ميسره الدندراوي، الصادرة عن دار الرواي للنشر والتوزيع، تتحدث عن مطعم لا يستقبل روّاده وزبائنه قبل التاسعة مساءً، ويحكي قصة عائلة هربت من مصير مظلم لتواجه قدرًا محكومًا، قصة رجل وجد نفسه وسط حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، وقصة ما حدث في ليلة الرابع والعشرين من إبريل عام 2015، قصة ذلك العشاء الذي جمع بين أناس لا رابط بينهم، العشاء الأخير.

العشاء الأخير
العشاء الأخير


من طبخت العشاء الأخير؟


دراسة “من طبخت العشاء الأخير؟ تاريخ العالم كما ترويه النساء” للكاتبة روزاليند مايلز وترجمة الدكتورة رشا صادق، وتقول الكاتبة: إن كان رجلاً، ألن يُخصَّص له يوم بين أعياد القدّيسين، ويصبح شفيعاً للطهاة المشهورين؟! أسئلة كهذا السؤال أوقعتني في المشاكل منذ أيّامي الأولى في المدرسة، حين بدا لي آنذاك أنّ التاريخ – مثل كلّ شيء آخر في العالَم – هو تاريخُ الذكور، كلّ مخطّطات “فجر التاريخ” في المدرسة الابتدائيّة، تُصَوِّر الرجلَ البدائيّ وهو يخطو بثقة إلى المستقبل، لكن دون أيّ أنثى ترافقه! الرجل – الصيّاد ضَمِن انتقالنا إلى أكلِ اللحوم وبالتالي زيادة حجم أدمغتنا، الرجل – صانع الأدوات نحتَ رؤوساً للرماح، الرجل – الرسّام اخترع الفنّ في الكهوف… إلخ. على ما يبدو، تسلّق “الرجل” شجرة التطوّر وحيداً نيابة عنّا جميعاً، ولم يخطر لأحد أنّ المرأة لعبت دوراً في ذلك، أيّاً كان! تتابعت العصور، وبالكاد ظهرت بعض النساء في المشهد، في مواكب التاريخ المبهرجة، المؤلّفة من الحروب والبابوات والملوك، شاركت النساء فقط عند فشل الرجال، جان دارك قادت الفرنسيّين بسبب عدم وجود رجال يتمتّعون بالمؤهّلات المطلوبة، والملكة إليزابيث الأولى حكمت إنجلترا بسبب عدم وجود وريث ذكر للعرش، بينما كانت البطلات اللّاحقات (كفلورنس نايتنغيل وسوزان. بي. أنطوني) معزولات نوعاً ما عن عالم الرجال، وعزلتهنّ هي شرط مسبق لتحقيق الشهرة، استشهاد جان دارك، وعذريّة إليزابيث، وعنوستهما الذكوريّة المتقشّفة، كلّها لم تستهوِ خيال البنت الصغيرة التي كنتُها آنذاك، النساء اللواتي حفظتْ كتبُ التاريخ أسماءهنّ نادرات… أين الأخريات؟! إنّه سؤالٌ ملحٌّ رفض أن يفارقني، ولذلك كتبتُ “من طبختِ العشاء الأخير؟” في محاولة للإجابة عليه، على الأقلّ بالنسبة لي، نقطة انطلاقي كانت سؤالَ غيبون – مؤرّخ الإمبراطوريّة الرومانيّة الشهير – الذي لا يقبل المساومة: “ما هو التاريخ؟ إنّه أقرب إلى سجلٍّ عن جرائم الرجال، وأخطائهم، ومصائبهم”، أغراني التحدّي، “وأخيراً!” أعلنتُ بشجاعة، “اليدُ التي تهزّ المهدَ، أمسكتْ بالقلم كي تصحّح السجلات: هناك نساءٌ في التاريخ أيضاً!”، بتلك الكلمات الشجاعة، صدرتِ النسخة الأولى من هذا الكتاب بثقة أكبر ممّا شعرتُ به في الحقيقة، لأنّني لم أعرف كيف سيستقبله القرّاء، لكن كما اتّضح لي، لم أكن الوحيدة التي يؤرّقها غياب النساء عن كتب التاريخ، احتفاء الجمهور بكتابي، فاق أحلامي! منذ صدور الطبعة الأولى تحت عنوان “تاريخ العالَم كما ترويه النساء”، طُبِع هذا الكتاب مراراً وتكراراً، وتمّت ترجمته إلى ما ينوف على الثلاثين لغة بما فيها اللغة الصينيّة مؤخّراً، وألهمَ سلسلة تلفزيونيّة وعرضاً منفرداً قدّمته امرأة، فضلاً عن الاقتباسات العديدة منه بلغات مختلفة، التي تغصّ بها شبكة الإنترنت.

من طبخت العشاء الأخير؟
من طبخت العشاء الأخير؟


وجبة العشاء الأخير


رواية بوليسية كتبها معن بن هلال الهنائي وصدرت عن دار الأدب العربي في يناير 2023 الماضي، وتدور حول سلسلة من القضايا الغامة والحوادث الغريبة التي لا يوجد لها تفسير، وبسبب نقص الأدلة تزداد الأمور تعقيدًا وصعوبة و تكثر فيها الملابسات و يتم القبض على عدد من الأشخاص والذين في نهاية الأمر يكتشف أنهم كانوا مجرد ضحايا.


غائب عن العشاء الأخير


رواية “غائب عن العشاء الأخير” هير رواية للكاتب السوري أيمن مارديني، صادرة عن دار الكوكب، وفي هذه الرواية يقارب مارديني عوالم سورية خالصة، فمن دمشق تبدأ الحكاية كما كل حكايات الحب، التي تحيط بتفاصيل راشد ونهى اللذين يجمعهما التنظيم السري ويوتوبيا تغيير العالم ويفرقهما الاعتقال وقبله الخيانة، يخرج راشد ونهى من السجن وهما مثقلان بذكريات بعيدة عن الزمان والمكان، ويحاولان استرجاع ما فاتهما، في رحلة تأكل الأخضر واليابس، تعيشها شخصيات الرواية وتتصارع فيما بينها ومع الكاتب لتنهيها نهى كما تشاء في محاولة لرسم المصير، فمن دمشق وإلى دمشق، من القمع تولد الحياة القادمة.

غائب عن العشاء الأخير
غائب عن العشاء الأخير

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى