معارف

ماركيز دى ساد.. عاش حياته بين السجن وداخل مصحة للأمراض العقلية




تحل اليوم الذكرى الـ 283 على ميلاد الروائى الفرنسى دوناتا ألفونس فرانسوا دى ساد، ومعروف بـ ماركيز دى ساد، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 2 يونيو من عام 1740م، وهو روائى فرنسى من أصول أرستقراطية ثورية فرنسية، كان مبدأه الأساسى والذى على أساسه قدم أغلبية كتبه هو السعى للمتعة الشخصية المطلقة دون أى قيود تذكر سواء أخلاقية أو دينية أو قانونية.


واشتق من اسمه السادية وهى نوع من الانحراف الجنسى يهدف إلى تحقيق المتعة الجنسية من ممارسة القسوة على الآخرين سواء أكانوا إناثا أم ذكورًا، وقد اشتهر فى زمنه بإقامته حفلات ممارسة التعذيب الجسدى على الذين يدمنونه، ويطلق عليهم مصطلح الماسوشيين، كما اشتهر “ساد” بفضائحه وبأفعاله الماجنة كما عرف باستئجاره لخدمات العاهرات، كما تم اتهامه بالكفر والتى كانت تهمة خطيرة آنذاك، كما تضمن سلوكه إقامة علاقة مع شقيقة زوجته والتى أتت لتعيش معه فى قلعته فى لاكوست بالجنوب الفرنسى، كما أن فضيحة شهيرة سجلت فى تاريخه ألا وهى جلد فتاة شابة وهى روس كيلر مع الإساءة إليها جنسيًا وبدنيًا وذلك فى عيد الفصح فى 1768، ورغم أن كيلر أقامت عليه دعوى قضائية إلا أنها سحبتها بعد ضغوط عائلية بينها “رسالة عفو” موقعة ملكيًا.


أفعال وتصرفات دى ساد، أودت به إلى السجن وبالتحديد سجن الباستيل، لمدة 10 أعوام، بعد اتهامه باستغلال الفتيات جنسيًا، وكانت زنزانته ضيقة، لهذا اعتاد أن يصرخ فى وجه السجان، وكان فى الزنزانة المجاورة له «ميرابو»، أحد أبطال الثورة الفرنسية، يصرخ دائمًا: “إننى أموت حيًا، إننى فى قبر، إننى فى ظلام دائم”.


وأثناء سنواته فى الباستيل عكف ماركيز على كتابة أهم كتبه وهو كتاب “120 يومًا فى سدوم”، وسدوم هى بلدة قوم لوط عليه السلام، وسجل هذا الكتاب فى مخطوط طوله 12 مترًا، وعرضه 5 بوصات، ويضم 25 ألف كلمة.


خرج دى ساد من السجن، لكنه لم يمكث طويلا حتى ذهب إلى مستشفى المجانين، فبعدما خرج كان نابليون بونابرت إمبراطورًا على فرنسا، فهاجمه ساد فى إحدى مسرحياته وسخر من الإمبراطورة جوزفين، فجمع “نابليون” مسرحياته من المكتبات، وزج به فى مستشفى الأمراض العقلية.


وهناك، فى مستشفى الأمراض العقلية، ألف فرقة من المصابين قدمت العديد من المسرحيات، ومكث فيها 10 سنوات، ويقول أنيس منصور عن ذلك: “لقد عاش مجنونًا بين العقلاء، ومات عاقلاً بين المجانين”.


دى ساد الذى قضى حياته فى إطار غريب، كانت نهايته فى السجن أيضًا، بعدما سجن فى مصحة “شارنتون”، بعدما وضعه وزير الداخلية فى غرفة منعزله، ومنع تزويده بالحبر والورق، إلى جانب ضجره بتحقيقات المسئولين الحكوميين لدرجة أن “نابليون” رأى وجوب استمرار عزله فى المصحة، فتدهورت صحته للغاية، ومات فى 2 ديسمبر 1841.


وعند وفاته لم تنفذ وصيته، تلك التى خطها قبل 8 سنوات من الرحيل الأبدى، ودفن فى احتفال دينى، ووضع على قبره صليب من الخشب بدلًا من بذور البلوط، لكن الناس حرصوا على تنفيذ رغبته فى شيء واحد هو أنهم نسوه نسيانًا تامًا.


اكتشاف المزيد من موقع المعارف

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع المعارف

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading