معارف

الماغوط.. سياف الزهور الذي سخر من حافظ الأسد


عندما كانت المخابرات السورية تلاحق محمد الماغوط لتلقي القبض عليه، كان مختبئًا في السقيفة، وكان دريد لحام شريكه في الأعمال المسرحية الشهيرة يبني قصره الجديد في منطقة يعفور.

هذه إحدى المقولات الشعبية التي يتداولها مواطنون في سوريا، فيها تتضح النظرة لكلا الاسمين، ولو أنه ومع انطلاق الثورة السورية تغيرت الأمور كثيرًا، وبات من السهل على أي شخص، أن يكتب ويحلل، استنادًا إلى معلومة ذكرت ضمن مقال طويل، في موقع إلكتروني ما، دون أي مصادر موثوقة، لتوضع شخصيات راحلة عن الحياة أصلًا في قوائم اتهامات لا تنتهي.

من إحدى القصص المتداولة، ما كتبه الإعلامي السوري توفيق حلاق، عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك“، واسترجع فيه حضوره للعرض الأول لمسرحية “كاسك ياوطن” التي كتبها الماغوط، حين طلب الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، لقاء الماغوط الجالس بعيدًا، ولم يحرك الماغوط ساكنًا، فذهب إليه الأسد وحادثه واعدًا إياه بتلافي التقصير، وهو مارد عليه الماغوط ساخرًا، “انشالله انشالله!”.

الماغوط كاتب الشعر النثري الساخر، الذي أراد خيانة وطنه، وتحدث عن سياف الزهور، واختلف مع دريد لحام ماديًا وفكريًا على مر الأيام، سخر من السياسة أيضًا عندما اختار الحزب القومي الاجتماعي لينتسب إليه هربًا من البرد، لأن الحزب يملك مدفأةً بينما البعثيون لا يملكون.

انطلاقة من الكتاتيب

ولد محمد الماغوط في بلدة السلمية التابعة لمحافظة حماة السورية في عام 1934، والتحق بالكتّاب حاله حال أطفال قريته، ودرس بعدها الزراعة والتحق بالخدمة الإلزامية في الجيش.

ألقي به في السجن بعد إنهائه الخدمة العسكرية، نظرًا لانتسابه للحزب القومي السوري، والذي لوحق أعضاؤه بعد اغتيال العقيد عدنان المالكي.

قضى في السجن فترة قصيرة، ليتجه بعدها إلى بيروت، التي كانت منارةً ثقافيةً في تلك الأيام.

أصدر في عام 1959 أول دواوينه الشعرية، “حزن في ضوء القمر”، ليلحقه ديوان “غرفة بملايين الجدران” عام 1960.

التقى الماغوط في بيروت بزوجته سنية صالح، والشاعر اللبناني يوسف الخال والعراقي بدر شاكر السياب، وعمل لاحقًا كرئيس تحرير في جريدة الشرطة، لينطلق بعدها إلى تأليف الأعمال المسرحية.

 

الصحافة والمسرح

كان الماغوط من المؤسسين لصحيفة “تشرين” الحكومية، وعمل فيها طويلًا، ونشر فيها مقالات دورية، كما نشر في عام 1974 رواية حملت عنوان “الأرجوحة”، وأعيد نشر الرواية في عام 1991، وكذلك في عام 2007.

في السبعينيات اتجه الماغوط إلى التأليف المسرحي، فكانت مسرحيات “ضيعة تشرين” 1974 و”غربة ” 1976، و”كاسك ياوطن” 1979، ومسرحية “شقائق النعمان”  1987، وكتب للسينما سيناريو فيلم “الحدود” في عام 1984، وفيلم “التقرير” عام 1986.

 

الثمانينيات.. الغربة والموت

فترة الثمانينيات كانت الأقسى على الماغوط، فودع في منتصفها أخته ليلى عام 1984، وأباه عام 1985، وزوجته الشاعرة سنية صالح في نفس العام، قبل أن يودع والدته عام 1987.

سافر الماغوط إلى الإمارات ليعمل في مجلة “الخليج” ويؤسس القسم الثقافي فيها.

ثم عاد إلى دمشق، ولم يتزوج بعد وفاة زوجته.

حارب حتى النهاية

أصيب الماغوط بالسرطان، وظل يحاربه حتى نهاية أيامه في الثالث من نيسان 2006، عن عمر ناهز السبعين عامًا.

توفي في دمشق ودفن في مسقط رأسه بمدينة السلمية.


اكتشاف المزيد من موقع المعارف

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع المعارف

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading