معارف

نقاد في منافشة “سرايا عمر أفندي”: سردية جديدة عن القرية المصرية

[ad_1]


خلف كل شارع وداخل كل حارة حكاية تستحق أن تُروى، وجوه في انتظار من يعيد اكتشافها ورغم الكتابات الكثيرة التي تناولت عالم القرية المصرية بكل تنوعاته وشخوصه في الريف والصعيد فإن رواية “سرايا عمر أفندي” للكاتب الروائي والصحفي السيد شحتة والصادرة حديثًا استطاعت أن تعيد اكتشاف عوالم القرية الخفية في العصر الرقمي بشكل مشوق، حيث يجد القارئ صراعًا ممتدًا تشتبك فيه الأساطير والسحر الأسود مع الذكاء الإصطناعي والمعارك الرقمية وذلك بحسب ما أكده نقاد وكتاب ومثقفون.


وأشار النقاد في الندوة التي أقامتها ورشة الزيتون الإثنين لمناقشة “سرايا عمر أفندي” إلى أن الرواية تمت كتابتها بتقنيات بصرية ترشحها لأن تتحول إلى عمل سينمائي أو درامي ناجح فهي أقرب إلى مجموعة من المشاهد المشوقة المتتابعة منتقدين في الوقت نفسه الإطالة في بعض المواضع وحضور الكاتب داخل النص والذي كان متزيدًا في بعض المواقع.


قال الإعلامي عمرو الشامي أن “سرايا عمر أفندي” رواية مراوغة في داخلها أكثر من مستوى ورغم أن الغلاف يشير إلى أنها رواية رعب وهى بالفعل تحتوى على مشاهد كثيرة يمكن وصفها بالمخيفة إلا أنها رواية واقعية أيضاً.


وأضاف نحن أمام لغة سردية قوية وموظفة ورواية تتطور فيها الأحداث باستمرار في ظل حبكة متقنة وقدر كبير من الإثارة والتشويق علاوة على نجاح الكاتب في اختيار اسم الرواية وهو “سرايا عمر أفندي” وهو عنوان جاذب ومحمل بالدلالات.


وتابع لكنني أخذ على الكاتب بعض الأخطاء اللغوية التي لم تخلو منها الرواية بجانب أنه في الجزء العلمي من العمل اكتفى عندما تطرق إلى بعض الاختراعات الجديدة بمجرد الحديث عنها دون أن يقدم لنا وصفًا مشبعًا لها.


بينما قالت الناقدة الدكتورة فاطمة الصعيدي أستاذ اللغة العربية في آداب حلوان، نحن أمام عنوان وغلاف موفقين ويوحيان بالكثير بشكل يجعل القارئ متشوقًا لمعرفة ماذا يجري في الداخل.


وأضافت أن الكاتب نجح في أن يغوص في أعماق القرية المصرية وأن يعيد اكتشافها  لكي يقدم لها صورة تجذبنا إليها بشدة وليس لدي أدني شك في أنه ابن واحدة من هذه القرى حتى اختيار الأماكن جاء متقنا فالسرايا تقع وسط الحقول وبعيدا عن بيوت الفلاحين وكذلك المقابر تكون عادة على أطراف القرى.


وأشارت إلى أن الكاتب نجح في استخدام وتوظيف الجمل القصيرة والمحملة بالمعاني ولكن يجب الالتفات إلى الأخطاء اللغوية التي يجب تدراكها في الطبعات الجديدة من الرواية، كما يلجأ كاتب الرواية “السيد شحته” في بعض المواضع إلى طرح الأسئلة في محاولة لوضع المتلقي في قلب الأحداث وحتى عندما نتحدث عن صنفين من البشر أولهما من لحم ودم وداخل القرية وثانيهما جامدون مثل الربوتات مثل جولدشتاين أمبراطور الذكاء الأصطناعي فإن هذا بلا شك كان مقصودًا من الكاتب وموفقًا من وجهة نظري.


وقال الناقد والروائي الدكتور محمد إبراهيم طه، أن السيد شحتة في “سرايا عمر أفندي” رسم ملامح الشخوص وتحولاتها، واستطاع أن يقدم ذلك في لوحة نفس طويل فالرواية يصل عدد صفحاتها إلى 260 صفحة وهو ما يشير إلى كاتب متمكن  لديه القدرة على الابتعاد عن الاختزال المخل.


وأضاف أن الرواية استخدمت فيها أكثر من لغة سردية والكاتب كان مضطرًا لذلك لكني أظن أنها لو صيغت بلغة الراوي العليم الذي يمسك بيده كل الخيوط من أعلى كانت ستبدو أفضل حالا، كما أن الكاتب أيضًا يصل إلى الذرورة في الوصف واستخدام اللغة في بعض المشاهد التي لا تحتمل ذلك مثل مشهد شريط الكاسيت وبجانب ذلك هو يطيل في الوصف في بعض المواضع ولو لجأ إلى التكثيف فيها سيبدو الأمر أكثر اتقانا كما أنه لم يقدم لنا في النهاية تفسيرا لما كان يحدث لمحمود أبو سرور في قرية عمر أفندي خاصة قبل ظهور الذكاء الأصطناعي.


وقال الناقد والكاتب مجدي نصار: أن “سرايا عمر أفندي” هي العمل الثاني الذي أقوم بمناقشته للسيد شحتة وهذا بالطبع يجعلني قادرًا على رصد التطور فيما بين العملين فنحن بالطبع أمام روائي قادر على أن يطور من نفسه فالجمل في سرايا عمر أفندي تبدو أقصر والبعد المتعلق بأفكار الكاتب يبدو أقل وهذا يحسب للعمل.

وأضاف “سرايا عمر أفندي” تضمنت مشهدية استطاع أن يقدمها الكاتب ببراعة جعلتنا نتأثر بالأشخاص ومصائرهم مثل محمود أبو سرور المعذب دائما وأبدًا، أنا شخصيًا تأثرت بمشهد تبادل الأدوار بين المريض والطبيب النفسي.

وأكمل ونحن بصدد مناقشة عمل كبير وكاتب لديه القدرة على تطوير نفسه فإننا أخذ على السيد شحتة إصراره الذي بدا واضحًا خاصة في الجزء الأخير من العمل على أن يقدم إجابات للقارئ وحضوره كمؤلف عبر تقديم تفسيرات كان عليه أن يتركنا في داخل عالمه الروائي نعيش مع محمود أبو سرور وزوجته نادية والشيخ غنام وبقية الشخوص فهم بشر من لحم ودم بخلاف جولدشتاين الذي بدأ أشبه بروبوت.


بينما شدد الناقد والكاتب الروائى عبد الرحمن حبيب على أن حضور صوت المؤلف ليس عيبا وأن هناك الكثير من المؤلفين العالمين كانت أصواتهم حاضرة داخل نصوصهم الأدبية مثل كونديرا وساراماجو.


واضاف أن الحيرة التي نجدها في تصنيف رواية “سرايا عمر أفندي” تحسب للعمل والمراوغة التي نجدها في النص الذي يطرح تساؤلات أكثر مما يقدم من إجابات ويبدو محيرا أكثر بكثير مما يقدمه من تفسيرات لافتة فأنت عندما تنتهي تجد نفسك مدفوعا بإعادة القراءة ثانية لمحاولة فهم من هو محمود ابو سرور وما سر ما يحدث له ومن وجهة نظري فإن الرواية والتي فازت في مسابقة أكثر من دار نشر هي رواية رعب نفسي.


ويقول الناقد والكاتب سامي ريان إن الكاتب في سرايا عمر أفندي يحاول استكمال ما بدءه في روايته السابقة ميتافيرس حيث نجد أنفسنا في ظل عدد كبير من المشكلات والتحديات التي خلقها العصر الرقمي الذي نعيشه بما في ذلك تلك الفجوة بين الأجيال.


وقالت الكاتبة آمال الشريف: نحن أمام رواية آخذة يلهث القارئ خلف سطورها خاصة في ظل ابحارها في أدق تفاصيل وعوالم القرية المصرية.


واضافت أنا شخصياً مازالت عالقة في مخيلتي شخصية أم بحبح تلك المرأة الريفية وطفلها الذي يقف في حالة تأهب ممسكاً بالحجر في يده ومنتظرا إشارة منها لتحطيم سيارة محمود ابو سرور.

الكاتب السحفى السيد شحته
الكاتب السحفى السيد شحته


 

أثناء مناقشة رواية سرارا عمر افندي
أثناء مناقشة رواية سرارا عمر افندي


 

جانب من المناقشة
جانب من المناقشة

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى