معارف

يا رب أنا تعبت.. ما قاله أنيس منصور قبل وفاته

[ad_1]


في مثل هذا اليوم ولد الأديب والكاتب والفيلسوف الكبير “أنيس منصور” إذ ولد في مثل هذا اليوم 18 أغسطس 1948م، وقد اشتهر بكونه أحد أهم كتاب الفلسفة التي قدمها في أعمالها المختلفة، كما أصبح أيقونة لمحبيه، وتعلم أنيس منصور مجموعة من اللغات التي جعلته يتمكن من الاطلاع على ثقافات الدول المختلفة، ورحل الكاتب الكبير عن عالمنا في 21 أكتوبر 2011، وظلت آخر كلماته عالقة في آذان الكثير.


وحسب ما جاء في كتاب آخر 200 يوم مع أنيس منصور للدكتور مجدي عفيفي: بينما كان الصبح يتنفس لشروق يوم جديد كان أنيس منصور يرسل أنفاسه الأخيرة لغروب عمر امتد 87 عامًا، ليضع نقطة التنوير في آخر سطر من كتاب حياته، في التاسعة صباح يوم الجمعة 21 أكتوبر 2011 وهو التوقيت اليومي الذي كان يتوهج فيه قلمًا وألما وأملا، لكنه هذه المرة فارق التوهج على إيقاع آيات من الذكر الحكيم، ففاضت نفسه وكأنما أراد أن يكون آخر وأجّل وأجمل ما ينصت إليه في الدنيا، والنفس المطمئنة تتهيأ لترجع إلى ربها راضية مرضية.


كان آخر سؤال سألته لأنيس منصور في أيامه الأخيرة جدًا:


– ماذا تقول لربك غدا إذا لقيته؟!.


قال بلغة الأعماق البعيدة التي كان يتهامس بها في كل حواراته معي:


– سأقول له: أنت الله؛ لا شريك لك، ما أعظمك!.


وظل يبكي، كما كان يبكي في مراجعات كونية كثيرة، وأنصت إليه، وقد بهت صوته وشحب كثيرًا: “يا رب.. أنا تعبت، وجلالك وعظمتك وحكمتك وأبهتك، تعبت، على يميني عشرون مذهبًا في الفلسفة، وعلى يساري عشرون مذهبا في الدين؛ وورائي حروب الصليب والهلال.. تعبت.. يا رب أريد أن أهتدي إليك.. بك إليك.. بنورك على ظلام نفسي.. على كهوفها وسراديبها وغياهبها، تعبت يا رب.. فأنا ضعيف وطاقتي محدودة، وأحلامي وأوهامي أكبر من قدرتي، أريد أن أطير، ولكن ريشي قصير ووزني ثقيل ومعاناتي هزيلة، ومجاهداتي كليلة، ولا حيلة لي، فلا حيلة للعين أن ترى والأذن أن تسمع، واليد أن تلمس، والقلب أن يخفق، وعقلي أن يفكر، فعذاب الفكر قدري”.


 

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى