محفوظ عبد الرحمن.. “الحلواني” صاحب أشهر حكايات الدراما التاريخية
تمر اليوم الذكرى السابعة على رحيل الكاتب والسيناريست الكبير محفوظ عبد الرحمن، إذ رحل عن عالمنا في 19 أغسطس عام 2017، عن عمر 76 عاما، ليترك اسمه مسجلًا على أعمال فنية ذات طابع خاص بها، فهو صاحب “بوابة الحلواني” و”أم كلثوم” و”ناصر 56″ و”القادسية” وأعمال أخرى فى التليفزيون والسينما وأيضًا المسرح، ولكنها حملت فكر وفلسفة كاتب يرتبط بتراثه وتاريخه.
وأسهم الراحل في تكوين وجدان أجيال متعاقبة من خلال إبداعه في السينما والدراما التليفزيونية، واهتم محفوظ عبد الرحمن بالهوية المصرية وتاريخ النضال الوطني ضد الإمبريالية فأرخت أعماله للحظات انتصار الوطن وانكساره حيث صور ملحمة تأميم قناة السويس في فيلم ناصر 56، وكتب تاريخ القناة نفسها في مسلسل “بوابة الحلواني”.
نجح محفوظ في توثيق التاريخ المصري بتناول السير الذاتية لشخصيات أثرت الحياة السياسية والثقافية والفنية في العصر الحديث، مثل جمال عبد الناصر، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، بسرد درامي فائق التميز، تاركاً بصمة في ذهن المشاهد العربي، ولم ينفصل عبد الرحمن، عن الحاضر عندما انشغل بالماضي، بل حاول الدمج بين الاثنين لتقديم نظرة نقدية للواقع الذي يعيش فيه.
في مسلسل “بوابة الحلواني”، قدم عبد الرحمن، في أربعة أجزاء، نموذجاً صريحاً لانحيازه الوطني، ومن خلاله يمكن قراءة أسلوبه وفكره ككاتب جسد صفحات مهمة من تاريخ مصر، وانتصر للقيم والمبادئ والأعراف والتقاليد والهوية المصرية، وفي هذا المسلسل قدّم حبكة درامية فريدة حول حفر قناة السويس، ورسم صورة حية للحياة اليومية للمصريين في القرن التاسع عشر.
وبحسب كتاب “محفوظ عبد الرحمن في عيون هؤلاء”، للدكتورة سميرة أبو طالب: “عبد الرحمن درس التاريخ دراسة أكاديمية، لذلك أظهر شغفًا واضحًا بمفاصل التاريخ المصري ونقاط تحوله الحاسمة، ومثلما بدأ المفكر حسين فوزي كتابه سندباد مصري من الجمعة الحزينة التي سقطت فيها هوية مصر على باب زويلة وانقلبت الدولة إلى دويلة عثمانية تابعة، ذهب محفوظ عبد الرحمن في مسلسل الكتابة على لحم يحترق لنفس اللحظة وبلور عبرها نجاحاته ككاتب دراما تليفزيونية بعد نجاحه المسرحي، ثم واصل في سليمان الحلبي وليلة سقوط غرناطة اللعب على مفاصل التاريخ ودراما السقوط، وفي بوابة الحلواني قدم تأويله لتجربة حفر قناة السويس وانشغال المصريين البسطاء بالعلاقة مع الآخر الغربي”.
اكتشاف المزيد من موقع المعارف
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.