عبد الوهاب البياتى فى ذكرى رحيله.. نقرأ قصيدته “الملجأ العشرون”
توفى الشاعر العراقى عبد الوهاب البياتى يوم 3 أغسطس 1999، وذلك بعدما أبدع العديد من الدواوين الشعرية، فقد كان ضمن رواد القصيدة العربية الحديثة.
وقد اختار عبد الوهاب البياتى المنافى الاختيارية، وطنا له، فقد عاش فى إسبانيا مدة عشر سنوات كاملة بين عامى 1980 -1990 وقبل ذلك عاش فى برلين وفيينا وعمان ودمشق التى كانت محطته الأخيرة، وتنفيذا لوصيته تم دفنه على سفح قاسيون” بالقرب من شقيق روحه الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى.
ومن أشهر قصائد عبد الوهاب البياتي قصيدة الملجأ العشرون:
الملجأ العشرون
كفراغ أيام الجنود العائدين من القتال
وكوحشة المصدور فى ليل السعال
كانت أغانينا وكنا هائمين بلا ظلال
مترقبين الليل انباء البريد :
” الملجأ العشرون
ما زلنا بخير والعيال
– والقمل والموتى – يخصون الاقارب بالسلام “
والذكريات الفجة الشوهاء تعبر والخيام
والريح والغد والظلام
كوجوهنا غب الرحيل :
” أماه ! مازلنا بخير ” والذئاب
تعوى وتعوى عبر سحراء السهاد :
” يا إخونى من أين نبدأ ؟ من هنا ! ليل السعال
وبريدنا الباكى المعاد
لا شئ يذكر لم تزل ( يافا ) وما زال الرفاق
تحت الجسور وفوق أعمدة الضياء
يتأرجحون بلا رؤوس فى الهواء
ولم يزل دمنا المراق
على حوائطها القديمة واللصوص
وحقولنا الجرداء يغزوها الجراد
” من ههنا أماه ! أعواد المشانق والحريق
من ههنا بدأوا ونبدأ والطريق
وعر طويل
لا عاش رعديد ذليل “
( يافا ) نعود غدا إليك مع الحصاد
ومع السنونو والربيع
ومع الرفاق العائدين من المنافى والسجون
ومع الضحى والقبرات
والأمهات
” الملجأ العشرون
ما زلنا بخير والعيال
والإخوة المتشردون
من قبونا النائى يخصون الأقارب بالسلام “
اكتشاف المزيد من موقع المعارف
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.