جالديرين.. معركة انهت الصراع بين الصفويين والعثمانيين
تمر اليوم ذكرى وقوع معركة جالديرين بين العثمانيين والصفويين وهي من المعارك الفاصلة في تاريخ الدولة العثمانية واستطاع فيها السلطان سليم الأول الانتصار على الصفويين بقيادة إسماعيل الأول واحتلال عاصمتهم تبريز والسيطرة على مناطق من عراق العجم وأذربيجان وكردستان وشمال عراق العرب.
كانت كفة المعركة منذ البداية لصالح الجيش العثماني فقد كانوا أكثر عددا وأفضل تسليحا من الصفويين، وقد أصيب الشاه إسماعيل حتى كاد أن يقضى عليه لولا فراره من المعركة تاركا كل ما يملكه لقمة سائغة لسليم وجنده، كما وقعت زوجته في أسر القوات العثمانية ولم يقبل السلطان أن يردها لزوجها بل زوجها لأحد كاتبي يده انتقاما من الشاه.
ووفقا لموسوعة “الدرر السنية” فأن الدولة الصفوية التي قامت على المذهب الشيعي، اتسمت علاقتها بالتوتر بالعثمانيين حتى أنهم أثاروا عليهم البرتغاليين وحثوهم على حربهم، بجانب احتضان الصفويين لمراد بن احمد الهارب من عمه السلطان سليم، كل هذه الأمور اجتمعت لإثارة الحرب بين الدولتين العثمانية والصفوية، فتوجه السلطان العثماني سليم الأول بجيش عظيم من أدرنة إلى الصفويين، وكان قد أحصى الشيعة الذين يقيمون في شرقي الدولة؛ لأنهم سيكونون أنصارًا للصفويين، وأمر بقتلهم جميعا، ثم تقدم نحو تبريز عاصمة الصفويين الذين أرادوا الخديعة بالتراجُعِ حتى إذا أُنهك الجيش العثماني انقضوا عليه.
ووقعت معركة جالديرين في شهر رجب، وفر من الميدان إسماعيل شاه الصفوي، ثم دخل السلطان العثماني تبريز في شهر رمضان واستولى على الخزائن ونقلها إلى إستانبول وتتبَّع إسماعيل لكنَّه لم يستطع القبض عليه، وأقبل فصلُ الشتاء فاشتد الأمرُ على الجنود وبدأ تذمُّرُهم، فترك السلطان المنطقة وسار نحو أماسيا حتى انتهى فصل الشتاء فرجع إلى أذربيجان، ففتح بعض القلاع ودخل إمارةَ ذي القادر، ثم رجع إلى إستانبول بعد أن ترك الجيش العثماني الذي دخل أورفة والرقَّة وماردين والموصل.
اكتشاف المزيد من موقع المعارف
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.