القرابين في مصر القديمة.. كيف تقرب المصريون للآلهة دون سفك دم الإنسان

كانت القرابين في الحضارات القديمة حجر أساس في العبادات، لكنها اختلفت وتنوعت، فقد كانت في بعض الحضارات تغلب عليها القرابين البشرية، بينما نجد الحضارة المصرية القديمة تتجنب ذلك، وتقدم الحيوانات والنباتات.

وعن مناظر القرابين في الحضارة المصرية القديمة يقول كتاب: الطعام في مصر القديمة لـ أحمد صالح.

تعتبر مناظر القرابين سمة بارزة في الفن المصري القديم، وهي الضرورية لفهم الممارسات الدينية والاجتماعية في مصر القديمة ، توجد هذه المناظر في المقابر والمعابد وتصور أشكالا مختلفة من القرابين المقدمة للآلهة أو الملوك أو الأفراد المتوفين، وكانت مناظر القرابين ضرورية في الطقوس الدينية، والتي تمثل إخلاص المصريين لآلهتهم، ولقد اعتقدوا أن القرابين تدعم الآلهة وتضمن مصلحتهم وحمايتهم، ففي المقابر كانت مناظر القرابين أمرا حيويا الضمان سلامة المتوفى في الحياة الآخرة، غالبا ما تظهر المناظر الملك أو الكهنة أو صاحب المقبرة وهم يقدمون القرابين يمكن أن يكون المتلقي إلها أو شخصا متوفى، وتشمل العناصر المقدمة الطعام والشراب والزهور والبخور والأشياء الرمزية مثل العنخ (رمز الحياة) وعمود جد (رمز الاستقرار، كانت القرابين توضع عادة على المذابح أو موائد القرابين، وغالبا ما تصور محملة بمواد غذائية مختلفة في المعابد غالبا ما تظهر المناظر الملك وهو يقدم القرابين للآلهة، مما يعزز دورة كوسيط بين الآلهة والشعب ، ويمكن أن تشمل سكب السوائل أو حرق البخور أو تقديم الطعام والزهور ، وعادة ما تصور مناظر القرابين صاحب المقبرة أو الكهنة وهم يقدمون القرابين المتوفى، تم تصميم هذه المناظر لتخليد کا صاحب المقبرة، وتشتمل المناظر على تمثيلات تفصيلية لقرابين الطعام، بما في ذلك الخبز والبيرة واللحوم والفواكه والخضروات مرتبة على موائد القرابين.

في الدولة القديمة غالبا ما تكون مناظر القرابين المبكرة بسيطة، وتركز على صاحب المقبرة وقرابين الطعام الأساسية ، وفي الدولة الوسطى أصبحت المناظر أكثر تفصيلاً، مع تصوير تفصيلي العملية العرض والمزيد من التنوع في القرابين، وفي الدولة الحديثة مناظر متقنة للغاية بتركيبات معقدة، بما في ذلك المواكب الكبيرة ومجموعة واسعة من القرابين.

في مناظر القرابين المصرية القديمة، يوفر تنوع وتصوير المواد الغذائية على الموائد والمذابح رؤية الغنية لعاداتهم الغذائية والأهمية الرمزية للطعام في الممارسات الدينية، وتضمنت القرابين الخير والبيرة واللحوم والفواكه والخضراوات وقرابين أخرى مثل البط والأوز.

كانت مناظر القرابين المبكرة في عصر الدولة القديمة بسيطة نسبيا، حيث كانت تركز على المواد الأساسية مثل الخبر والبيرة واللحوم غالبا ما تم تصويرها بطريقة مباشرة، حيث تظهر الأرغفة والجرار وقطع اللحم ، وخلال عصر الدولة الوسطى زاد تنوع قرابين الطعام المصورة وأصبحت الفواكه والخضروات أكثر بروزاً ، وشهدت الدولة الحديثة زيادة كبيرة في تعقيد القرابين وعددها.

وصورت المناظر مجموعات فخمة من الطعام، مما يعكس ازدهار تلك الفترة في مناظر القرابين المصرية القديمة، تتضمن قطع اللحوم المحددة الموضحة على موائد القرابين ما يلي: ما يتم تصويرهما على شكل قطع كامل أو جزئي، مما يمثل جزءا كبيرا وقيما من الحيوان ، والضلوع تظهر إما بشكل فردي أو كجزء من قطع أكبر مما يشير إلى اختيار جزء من اللحم ، الأرجل : تصور في بعض الأحيان مقطعة إلى شرائح كاملة أو جزئية ، والأكتاف التي تظهر أحيانا كقطع منفصلة ويتضمن الأرغفة المخروطية، والخبز المسطح المستدير ، والخبز المستطيل ، وتتضمن البصل والثوم الذي يظهر كثيرا بجانب البصل والخس ويصور في مراحل مختلفة من النمو من الرؤوس الكاملة إلى الأوراق الفردية، والخيار ويصور كاملاً، وتضمنت الفاكهة النمر الذي يعد الفاكهة أساسية في مصر القديمة، وغالبا ما يتم تصويرها على شكل عناقيد أو ثمار فردية، والتين، والرمان ويصور كاملا أو مفتوحا ليكشف عن البذور ، والعنب وغالبا ما يظهر في مجموعات أو كفاكهة فردية.