لقطات من حياة سهير القلَماوي فى ذكرى ميلادها
رغم العادات والأعراف التي قيدت الفتيات حتى أوائل القرن العشرين، ظهرت أسر تدعم بناتها، وتشجعهنَّ على تلَقِّي العلم، والانخراط في العمل الفكري والثقافي، وكانت سهير القلماوي من ضمن الفتيات اللائي حصلن على تلك الفرصة الذهبية.
ولدت سهير القلَماوي في الـ20 من يوليو عام 1911، في مدينة القاهرة واستفادت من مكتبة والدها كثيرًا، إذ كان لطه حسين، ورفاعة الطهطاوي، وابن إياس دورًا في إثراء موهبتها الأدبية، كما أنَّ لثورة عام 1919 تأثيرًا كبيرًا عليها رغم صغر سنها، خاصة بسيدات كصفية زغلول وهدى شعراوي.
بعد إنهائها للدراسة في الكلية الأمريكية للبنات، حاولت الالتحاق بكلية الطب؛ اقتداءً بوالدها الذي كانت متعلقة به كثيرًا، لكن والدها شجعها أكثر على الالتحاق بكلية الآداب، التي أظهرت مدى تفوقها وتميزها بها، مِمّا دفع الدكتور طه حسين، إلى تعيينها نائبة لرئيس تحرير مجلة جامعة القاهرة التي كان يرأس تحريرها، وذلك بعد تميزها في العمل الصحفي.
وفي عام 1936، ووقفت لإلقاء أولى محاضراتها في قسم اللغة العربية، لتكون أولى محاضِرات القسم.. ثم حصلت فيما بعد على منحة لدراسة الدكتوراه في فرنسا.
شغلت سهير القلَماوي العديد من المناصب من بينها: رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب، في الفترة ما بين 1958-1967، رئيس الاتحاد النسَوي المصري، رئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية عام 1959، رئيسة المؤتمر الدولي للمرأة عام 1960، رئيسة الهيئة العامة للسينما والمسرح والموسيقى، عام 1967، رئيسة مجتمع ثقافة الطفل عام 1968 وفي عام 1969، أقامت أول معرض كتاب في الشرق الأوسط: معرض القاهرة الدولي للكتاب وخلال سنوات عمرها الأخيرة، عملت كرئيسة للهيئة العامة للكتاب من 1967 إلى 1971، ورئيسة هيئة الرقابة من 1982 إلى 1985.
ألفت سهير القلَماوي العديد من الأعمال الأدبية، من بينها:”أحاديث جدتي، ألف ليلة وليلة، في النقد الأدبي، أدب الخوارج، ثم غربت الشمس، العالم بين دفتي كتاب، الشياطين تلهو، المحاكاة في الأدب، ذكرى طه حسين” إلى جانب ترجمتها للعديد من الكتب والقصص مثل:”عزيزتي اللويتا، رسالة أبون لأفلاطون، قصص صينية لبيرل بك، بالإضافة إلى عشر مسرحيات لشكسبير”.
حصلت على العديد من الجوائز، التي منها:”جائزة مجمع اللغة العربية، جائزة الدولة التشجيعية، جائزة ناصر، المهداة من الاتحاد السوفياتي، ميدالية التقدير، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، وسام الإنجاز، الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة” وحصلت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 3 مرات، منها مرة كانت مناصفة بينها وبين الدكتور شوقي ضيف بالإضافة إلى تكريمها من قِبل معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما كرمتها محافظة القاهرة في يوم المرأة ورحلت سهير القلَماوي عن عالمنا في الـ4 من مايو عام 1997.
اكتشاف المزيد من موقع المعارف
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.