بديعة مصابنى تتحدث: لهذه الأسباب احتفظت باسمى على خشبة المسرح
تعد بديعة مصابنى واحدة من أهم مشاهد الحالة الفنية فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين، والمعروف أن طفولتها كانت صعبة جدا، وقد تحدثت هى فى مذكراتها عن ذلك الأمر.
ونعتمد هنا على مذكرات بديعة مصابنى تأليف نازك باسيلا، والتى جاء فيها:
اسمى بديعة مصابني، ولدت من أم شامية وأب لبناني، يوم كانت بيروت ودمشق تنتميان إلى الولايات التركية، ولم يكن اسم مصابنى سوى لقب اكتسبته أفراد أسرتى بسبب عملهم من مصبنة كانت تقع فى أحد شوارع دمشق، اعتليت خشبة المسرح وأنا لم أزل أحمل اسمى الحقيقي.
وما لبثوا – أعنى أفراد أسرتى – أن تفرقوا ما بين حلب ودمشق الشام وبيروت، وعلى ذكر أسرتى، فعندما اعتليت خشية المسرح لم أرض بتغيير اسمى بل احتفظت به لأننى لا أملك سوى اسمى أتصرف به حسب مشيئتى ولأننى أردت أن أنتقم من احتقروا فقري، وترفعوا على والدتى العجوز، ومن ثم تسببوا فى عثرتى وفى تذوقى مرارة العيش يوم كنت لا أحلم إلا بتذوق الحلوى.
وأقربائى هؤلاء كانوا يمتلكون المحلات التجارية الفخمة منها: محل مصابنى وعكى فى سوق إياس، ومحل مصابنى وسرسق فى أول سق النجارين، إننى لا أذكر هذه الأسماء هنا لأعتز بها ،ب ل لأتهم أصحابها، لأتهمهم بالبخل والأنانية وبدفعى إلى حياة الليل، وسأثبت اتهامى هذا فيما بعد.
تألف عائلتنا من أبى وأمى وسبعة أشقاء: أربعة صبيان وثلاث بنات، عشنا حياة راضية مطمئنة مع أنى لا أتذكر الشيء الكثير عن تلك الأيام، لأننى حينها كنت فى أول طفولتى وقانا كسب والدى من المصبنة العوز، وأمن نفقات البيت ومصاريف المدرسة، ويجدر بى هنا أن أعترف بجميل والدى الذى كان على خلاف أهل زمانه يعتنى بتربية البنات وتعليمهن كاعتنائه بتربية الذكور تماما.
بديعة مصابني
اكتشاف المزيد من موقع المعارف
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.