عيساوي والنعاس وخندقجي.. كُتاب لم يشهدوا تتويجهم بجائزة البوكر

أعلنت جائزة البوكر العالمية للرواية العربية “البوكر” أمس الأحد 28 أبريل 2024، عن الرواية الفائزة في دورتها السابعة عشر للعام الجاري، والتي كانت من نصيب الكاتب الفلسطيني المُعتقل “باسم خندقجي” عن روايته “قناع بلون السماء” ولم يتمكن الكاتب من الحضور لحفل التكريم بسبب اعتقاله في سجون جيش الاحتلال، ولا يعد خندقجي الأول الذي لم يحضر حفل تسليم الجائزة، فقد حدثت مرتين من قبل، وهو ما سنوضحه لكم في السطور التالية.

الديوان الإسبرطي للكاتب عبد الوهاب عيساوي

أُعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” عن فوز رواية “الديوان الإسبرطي” للكاتب عبد الوهاب عيساوي بالدورة الثالثة عشرة من الجائزة العالمية للرواية العربية 2020، وكشف محسن الموسوي، رئيس لجنة التحكيم، عن اسم الرواية الفائزة بالجائزة والصادرة عن دار ميم، حيث حصل عبد الوهاب عيساوي بموجبها على الجائزة النقدية البالغة قيمتها 50 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية.

ولم يقام الحفل في ذلك العام بسبب جائحة كورونا، كما لم يشارك الكاتب في أي حفل للجائزة بعد ذلك حتى الدورة الـ 17 التي أقيمت أمس الأحد 28 أبريل، وتم تكريمه في ذلك الحفل.

خبز على طاولة الخال ميلاد للكاتب الليبي محمد النعاس

فازت رواية ” خبز على طاولة الخال ميلاد” للكاتب الليبي محمد النعاس بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” في دورتها الـ15 والتي تم الإعلان عنها في أبوظبي عام 2022،  وفى بيان صحفى، أعلنت جائزة البوكر للرواية العربية، أن الكاتب الليبى محمد النعاس، الذى يعد أصغر كاتب وأول ليبي يفوز بالجائزة، قد تغيب عن مراسم الحفل، لأنه “كان لا يزال في الطريق إلى إمارة أبوظبي في وقت إعلان الجائزة، ولهذا تسلم ناشره صالح الحماد الجائزة وحل محله خلال الحفل”.

 رواية “خبز على طاولة الخال ميلاد” صادرة عن دار رشم للنشر والتوزيع، تتناول مساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم «الجندر» وتنتصر للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة، ففي مجتمع القرية المنغلق، يبحث ميلاد عن تعريف الرجولة المثالي حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلاً بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب، يعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خصّ المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت. يظل ميلاد مُغَيَّبا عن حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يُفشي له ابن عمه ما يحدث حوله.

قناع بلون السماء للكاتب الفلسطيني باسم خندقجي

وقد أعلنت جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، عن فوز رواية “قناع بلون السماء” للكاتب الفلسطيني باسم خندقجي، فى دورتها لعام 2024، خلال حفل أقيم فى العاصمة الإماراتية، أبوظبى.

ولم يتمكن الروائي الفلسطيني من حضور الحفل حيث اعتُقل في الثاني من نوفمبر 2004، وتعرض عقب اعتقاله لتحقيق قاسٍ وطويل، ولاحقاً حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد ثلاث مرات، وتسلمتها عنه مديرة دار الآداب رنا إدريس، وحضر التسليم أخيه يوسف خندقجي.

وتدور الرواية حول نور عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، ذات يوم، يجد هوية زرقاء في جيب معطف قديم، صاحبها الإسرائيلي أور، فيرتدي نور قناع المحتلّ في محاولة لفهم مفردات العقل الصهيوني. في تحوّل نور إلى أور، وفي انضمامه إلى بعثة تنقيب إحدى المستوطنات، تتجلى فلسطين المطمورة تحت التراب بكل تاريخها، وفي المسافة الفاصلة بين نور وأور، وبين الهوية الإسرائيلية الزرقاء والتصريح الفلسطيني، وبين السردية الأصلية المهمشة والسردية المختلفة السائدة، هل سينجح نور في إلقاء القناع والقضاء على أور، علّه يصل إلى النور؟

هنا نور، بطل الرواية يسعى لكتابة رواية تاريخية عن مريم المجدلية، ولكي يقوم ببحثه التاريخي للرواية يقوم بانتحال شخصية مواطن إسرائيلي، منتهزا ملامحة الأوروبية التي سهلت له، مع اتقانه للعبرية التي تسهل له العبور الى الداخل الصهيوني، والانضمام الى بعثة تنقيب في أحد المناطق الأثرية، لكن من متابعة حوارات نور مع شخصيته المستعارة أور، نرى القصة الحقيقية، وهي أزمة الهوية التي يمر بها نور، فهو لا يقبل وضعه كلاجئ يسكن مخيما على أرض وطنه، وفي نفس الوقت لا يستطيع تقبل ما منحته له هويته المزورة من حياة طبيعية لكن وسط أعداء وطنه الذين استلبوا أرضهم وزوروا تاريخهم.