عنف بتدبير إنجليزى بالإسكندرية.. كيف قاوم المصريون بقيادة عرابى؟
تمر اليوم الذكرى الـ 141 على وقوع موجة عنف بمدينة الإسكندرية بتدبير إنجليزي قدمت المبرر التي كانت تنتظره القوات البريطانية المرابطة في البحر المتوسط من أجل احتلال مصر والقضاء على الحركة الوطنية التي يتزعمها أحمد عرابي، وذلك في 10 يونيو عام 1882م.
فى 10 يونيو 1882 ضرب الانجليز الاسكندرية بالمدافع من الاسطول فغادر المدينىة الجنود والأهالي إلي كفر الدوار وتحصنوا فيها وخاف الخديوى فسافر الى الإسكنرية يطلب حماية الإنجليز له، وبحسب كتاب “أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه” تأليف محمود الخفيف، فأن بدأت هذه المأساة في صورة مشاجرة بين أحد الوطنيين واسمه السيد العجان وبين مالطي من ساكني الثغر، هو من رعايا الإنجليز.
كان الوطني صاحب حمار ركبه المالطي وقتًا طويلًا متنقلًا من مقهى إلى مقهى حتى انتهى به المطاف في نحو الساعة الثانية بعد الظهر في حانة قريبة من «قهوة القزاز» على بعد خطوات من مخفر اللبّان بآخر شارع «السبع بنات»، وظهر منه أنه لا ينوي دفع أجرة ركوبه، فلما طالبه صاحب الحمار، لم يدفع له إلا قرشًا واحدًا، فاختلفا على الأجر، واستل المالطي سكينًا وطعن به صاحب الحمار عدة طعنات فأرداه قتيلًا.
وخفّ رفاق القتيل ليمسكوا بالقاتل، ولكنه هرب إلى بيت قريب، وسرعان ما رأى الوطنيون الذين تجمعوا عقب الحادث، طلقات الرصاص تتهاوى عليهم من بعض النوافذ والأبواب القريبة، فسقط بعضهم بين قتيل وجريح، واجتمع الوطنيون للانتقام، فأخذوا ما اتَّفق لهم من العصي والحجارة والكراسي وانهالو على كل ما يصادفهم من الأجانب ضربًا لا يخشون أي عاقبة …
واستمرَّت المعركة حتى الساعة الخامسة مساءً، وكان الوطنيون يستنفرون إخوانهم للقتال صائحين: “جاي يا مسلمين! جاي! بيقتلوا إخواننا”.
ونهبت بعض الدكاكين، وامتدَّت الفتنة إلى الشارع الإبراهيمي وإلى شارع الهماميل وشارع المحمودية وإلى جهة الجمرك والمنشية وشارع الضبطية، وسقط في هذه الشوارع جرحى وقتلى من الأجانب والوطنيين.
وقد ذكر جون نينيه، الذي شهد المعركة بنفسه، أن عدد القتلى بلغ 238، منهم 75 من الوطنيين و163 من الأجانب.
اكتشاف المزيد من موقع المعارف
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.