أمل دنقل.. كاتب الكلمات الأخيرة
تعد قصيدة “لا تصالح” للشاعر أمل دنقل، إحدى أبرز القصائد العريبة التي تناولت اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، ومن أشهر القصائد العربية التي استخدمها المتظاهرون في الربيع العربي.
وصاحب هذه القصيدة، الشاعر المصري أمل دنقل، كتب عشرات القصائد التي تناولت الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلدان العربية، ومن أشهرها قصيدة كلمات سبارتاكوس الأخيرة.
كلمات سبارتاكوس الأخيرة
كتب أمل دنقل هذه القصيدة في عام 1962، وفيها استحضر قصة الثائر على الإمبراطورية الرومانية، “سبارتاكوس” عاكسًا كلماتها على الواقع العربي بشكل عام، وعلى مصر تحديدًا، ومستخدمًا تشبيهات بليغة للغاية، وصورًا شعرية أسهمت في تكوين صورة مأساوية في ذهن القارئ.
وتقول كلمات القصيدة:
يا قيصر العظيم: قد أحطأت..إني أعترف
دعني على مشنقتي ألثم يدك
ها أنا ذا أقبل الحبل الذي في عنقي يلتف
فهو يداك، وهو مجدك الذي يجبرنا أن نعبدك
امتلك أمل دنقل لغة قوية في شعره، استقاها من والده، الذي كان أحد علماء الأزهر في مصر، وهو ما تأثر به أمل وانعكس على شعره بعد ذلك.
حياة قاسية ووفاة مريرة
ولد أمل دنقل في محافظة قنا بصعيد مصر في عام 1940، وأنهى دراسته الثانوية فيها قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليدرس في جامعتها، كلية الآداب، لمدة عام واحد، قبل أن يترك الدراسة ويعمل موظفًا حكوميًا.
تأثر أمل كحال أبناء جيله، بأحلام الشباب والوحدة العربية، وشعر بانكسار كبير بعد نكسة 1967، وهو ما انعكس على شعره من خلال قصائد كثيرة، أبرزها “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة”، وهي القصيدة التي حملت عنوان ديوانه الشعري الأول، الذي حقق نجاحًا كبيرًا وأوصله إلى الشهرة على صعيد العالم العربي.
ونشر أمل بعض قصائده في جريدة الأهرام منذ عام 1960، ونال جائزة المجلس الأعلى للآداب والفنون للشعراء الشبان وكان عمره 22 عامًا فقط.
تميز شعر أمل ببساطته وعمقه وصدقه، ما جعله أحد أهم الشعراء في العالم العربي، إذ كان قادرًا على وضع مأساة حياته الشخصية في أبيات شعره بطريقة بليغة.
تحمل أمل مسؤوليات البيت بعد وفاة والده، وهو ما انعكس على حياته ككل وقصائده لاحقًا.
أصيب أمل بالسرطان وحاربه ثلاث سنوات، ونشر آخر دواوينه “أوراق الغرفة 8″، وهي رقم غرفته في المعهد القومي للأورام، التي توفي فيها في 21 من أيار من عام 1983.
صدامه مع السلطة
تصادم أمل كثيرًا مع نظام حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وهاجم معاهدة السلام مع إسرائيل، وكانت أبرز قصائده “لا تصالح”، وهي القصيدة الأشهر والتي رددها المتظاهرون العرب في ساحات بلادهم في خضم ثورات الربيع العربي.
استقى دنقل قصيدته من حرب البسوس الشهيرة، وهي الحرب التي جرت بين قبيلتين عربيتين، وكان قائدها الزير سالم.
أمل وعبلة
تعرف أمل إلى الصحفية عبلة الرويني، قبل تسعة أشهر من إصابته بالمرض، وتزوجا وعاشا معًا حياة قاسية، إذ لم يمتلكا المال الكافي للبقاء في منزل واحد، فتنقلا كثيرًا بين الفنادق الرخيصة والشقق المفروشة، وزادت معاناته بعد اكتشاف المرض، إذ لم يملك المال الكافي للعلاج.
–
اكتشاف المزيد من موقع المعارف
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.