ماذا قال خالد بن الوليد عندما كلفه أبو عبيدة بقيادة الجيش في معركة اليرموك؟
اليرموك تلك المعركة التي انتصر فيها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد على الروم بقيادة جابان، واليوم تحل ذكرى تلك المعركة، التي يعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك فى تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب.
وقد وقعت معركة اليرموك عام 15 هجرية الموافق 636 ميلادية، وبحسب موسوعة “تاريخ الإسلام” كان خالد بن الوليد أبرز قائد عسكري في بداية الحكم الراشدى، بجانب كونه رجل يعتز به أبو بكر، لموهبته التي لا مثيل لها في الحرب، لكنه وفى حروبه العديدة التي خاضها بإذن من “الصديق” توفي الأخير في هذه الأثناء ليتولى من بعد الفاروق عمر بن الخطاب، الذي جرّد خالد من أمره، إما بسبب ضغينة شخصية أو بسبب شخصيته القاسية، وقد عين الفاروق بدلا من خالد بن الوليد، الصحابي، عين أبو عبيدة، وهو رجل معروف بمعاييره الأخلاقية.
لكن على الرغم من أن خالد لم يكن رسمياً في القيادة وقت وقوع معركة اليرموك، إلّا أنه كان يحظى باحترام كبير لمهارته في المعركة، وتنازل أبو عبيدة، الذي كان يفتقر إلى هذه الخبرة، عن القيادة له، ويقال إنه عندما طلب أبو عبيدة من خالدٍ أن ينفِّذ مهمَّة قتاليَّةً تحت إِمرته؛ أجابه خالد قائلاً: أنا لها ـ إِن شاء الله تعالى.
دامت معركة اليرموك ستة أيام، كان المسلمون فيها يردون هجمات الروم في كل يوم، حيث كان خالد بن الوليد يستخدم “سرية الخيالة المتحركة السريعة” التي يقودها بنفسه ليتحرك بسرعة خاطفة من مكان إلى آخر وتقضى الاستراتيجية بالتراجع تحت ضغط الروم، ويعود كل من الجانبين في نهاية النهار إلى صفوفه الأولية قبل القتال أو إلى معسكراته.
وجرى الأمر كذلك خلال الأربعة أيام الأولى كانت فيها خسائر الروم أكبر من خسائر جيش المسلمين، وفي اليوم الخامس لم يحدث الشيء الكثير بعد رفض خالد “هدنة الثلاثة أيام” التي عرضها الروم بقوله المشهور لرسول الروم “نحن مستعجلون لإنهاء عملنا هذا”.
وفي اليوم السادس تحولت إستراتيجية خالد من الدفاع إلى الهجوم، وتمكن بعبقريته من شن الهجوم المجازف على الروم واستخدام الأسلوب العسكري الفريد من نوعه آنذاك وهو الاستفادة الصحيحة من إمكانيات “سرية الفرسان سريعة التنقل” ليحول الهزيمة التي كانت وشيكة للمسلمين إلى نصر مؤزر لهم.
اكتشاف المزيد من موقع المعارف
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.