حيل استخدمها رؤساء أمريكا لجذب أصوات الناخبين عبر التاريخ
على مدار التاريخ الطويل للانتخابات الرئاسية في أمريكا، استخدمت الحملات الانتخابية مجموعة واسعة من الحيل الإعلامية والتسويقية لترويج عن مرشحيها للجمهور بداية من الأغانى والموسيقى إلى السلع التي تحمل موضوعات المرشحين، ففي خلال السطور التالية سوف نستعرض إليكم سبعة تكتيكات استخدمتها الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية لإيصال رسالتها.
1- أغاني الحملات
كانت الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1840 أول انتخابات “حديثة”، كانت مليئة بشعارات الحملات الانتخابية الجذابة، وأغاني الحملات الانتخابية الحماسية، وانتشار العناصر الجديدة التي تحمل موضوعات المرشحين، وكانت الموسيقى دائمًا جزءًا شائعًا من الحملات والسياسة عمومًا.
2- التدخين والتبغ
في القرن التاسع عشر، كان أحد الأماكن الأكثر وضوحًا للصق إعلانات الحملات الانتخابية على علبة السيجار، كانت طقوس التدخين واستخدام التبغ جزءًا كبيرًا من الحياة اليومية في أمريكا في القرن التاسع عشر، وهو ما ينعكس في تذكارات الحملات الانتخابية في ذلك الوقت.
وعلى الرغم من الآثار الصحية التي تسببها التدخين والتي تم توثيقها جيداً، فإن السجائر التي تحمل شعارات الحملات الانتخابية ظلت تُباع وتُوزع على المستوى الوطني حتى وقت قريب في المنافسة التي جرت عام 1988 بين جورج بوش الأب ومايكل دوكاكيس.
3- أزرار الحملات
لا تزال أزرار الحملات الإعلانية من أكثر أشكال الحملات الإعلانية الجديدة شيوعًا وإنتاجًا على نطاق واسع، ولكن هل تساءلت يومًا عن سبب تسميتها “أزرارًا” وليس “دبابيس”.
وتعود الإجابة إلى جورج واشنطن، أول رئيس أميركي، حيث أظهر أنصاره ولائهم له من خلال خياطة أزرار نحاسية تذكارية في ستراتهم ومعاطفهم، وظهرت أول أزرار الحملات الانتخابية الحديثة في عام 1896 وكانت مصنوعة من مادة جديدة تسمى السيلولويد، وهي أول مادة بلاستيكية يتم إنتاجها كيميائى.
4- ربط المنتجات بالمرشحين
في عام 1996، أنتجت أحدى الشركات الأجنبية، صناديق خاصة من المعكرونة بالجبن الشهيرة لتوزيعها في المؤتمرات الوطنية للحزبين الجمهوري والديمقراطي في ذلك العام. وكانت الحيلة أن قطع المعكرونة الصغيرة كانت تُصنع على شكل حمير أو فيلة.
من بين أغرب المنتجات التي تم ربطها كانت صابون الأطفال كانت هذه الصابون التذكارية من بين مجموعة كبيرة من الهدايا التذكارية التي ظهرت خلال انتخابات عام 1896، كان السباق في ذلك العام بين الجمهوري ويليام ماكينلي والديمقراطي ويليام جينينجز برايان ، وكانت القضية الرئيسية للحملة هي ما إذا كان ينبغي التخلي عن معيار الذهب لصالح خطة برايان الاقتصادية البديلة المسماة “الفضة المجانية”.
5- ملصقات مصدات السيارات
تُعَد الملصقات السياسية على مصدات السيارات من الركائز الأساسية للحملات الرئاسية الحديثة، ولكن نسخًا من الملصقات السياسية على مصدات السيارات كانت موجودة منذ فترة طويلة تقريبًا مثل ظهور المصدام في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، كان أصحاب السيارات الأوائل يعلنون عن ولائهم السياسي من خلال إرفاق لافتات معدنية بلوحات ترخيص سياراتهم ومصداتها.
6- الألعاب
لا يحق للأطفال التصويت، لكن هذا لم يمنع الحملات السياسية من جذب “الطفل” من خلال الألعاب، وأطلقت حملة إعادة انتخاب جروفر كليفلاند عام 1888 مجموعة متخصصة من أوراق اللعب ، كان كليفلاند أول رئيس يتزوج وهو في منصبه، وكانت زوجته الشابة الجميلة فرانسيس من المشاهير في القرن التاسع عشر، استفادت حملة كليفلاند من افتتان أمريكا بالسيدة الأولى من خلال طباعة مجموعة من أوراق اللعب في دور الملكات الأربع.
في انتخابات عام 1896، أطلقت شركة ألعاب مبتكرة لعبة ” الفوضى الرئاسية “، وهي لعبة انزلاقية يتم فيها اختيارالفائز بناءً على نتائج الهيئة الانتخابية، وقد يكون المصنعون قد بالغوا في بيع اللعبة.
في انتخابات عام 1960، وزعت حملة ريتشارد نيكسون نسختها الخاصة من لعبة أطفال شهيرة تسمى “النقرة” أو “الكريكيت”. كانت الألعاب الصغيرة المحمولة باليد تصدر صوت نقر حاد مثير ومزعج في نفس الوقت، حتى أن حملة نيكسون توصلت إلى شعار جذاب وأغنية لتتناسب مع اللعبة، تسمى ” النقرة مع ديك “.
7- الإعلانات التلفزيونية
اليوم، ينفق المرشحون السياسيون وشبكاتهم المانحة مليارات الدولارات على الإعلانات التلفزيونية والإلكترونية، ولكن في الأيام الأولى للتلفاز، لم يكن كل المرشحين يدركون قوة هذه الوسيلة في حث الناخبين على التصويت.
كانت المنافسة التي جرت عام 1952 بين دوايت د. أيزنهاور وأدلاي ستيفنسون أول انتخابات تشهد إعلانات تلفزيونية، كان عدد الأسر الأمريكية التي تمتلك أجهزة تلفزيون أقل من 200 ألف أسرة خلال انتخابات عام 1948، ولكن بحلول عام 1952 كان هناك عشرات الملايين من أجهزة التلفزيون في جميع أنحاء البلاد.
كان ستيفنسون حذراً من الوسيلة الجديدة، وكان قلقاً بشكل خاص بشأن الطرق التي قد تتطور بها الرسائل السياسية إلى “دعاية” صريحة، فبدلاً من بث إعلانات مدتها 60 ثانية، اتخذت حملة ستيفنسون نهجاً أكثر جوهرية، حيث بثت “جلسات إعلامية” مدتها 30 دقيقة حيث شرح المرشح مواقفه السياسية للناخبين، ولأن حملة ستيفنسون لم تكن راغبة في دفع الكثير مقابل هذه الإعلانات، فقد تم بثها في وقت متأخر من الليل عندما كانت نسبة المشاهدة منخفضة.
ولقد احتاج أيزنهاور إلى بعض الإقناع، ففي البداية، قاوم الجنرال المحافظ التوجه الاستراتيجي للحملة الانتخابية، ولكن أيزنهاور تبنى في نهاية المطاف دوره كأول “رئيس تلفزيوني” لأميريكا، وركب موجة حملة “أنا أحب أيزنهاور” الناجحة إلى سلسلة من الإعلانات التلفزيونية والظهور المباشر، حقق أيزنهاور فوزًا ساحقًا، وتعلم المرشحون الرئاسيون في المستقبل عدم التقليل من قوة التلفزيون.
اكتشاف المزيد من موقع المعارف
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.