وفاة حيدر حيدر.. صاحب رواية أشعلت مظاهرات في مصر ومنعت في سوريا
نعت وزارة الثقافة في حكومة النظام السوري، الروائي حيدر حيدر الذي توفي في سوريا، اليوم الجمعة 5 من أيار، عن عمر ناهز 87 عامًا.
وذكرت الوزارة في بيان، عبر “فيس بوك، أهم إنتاجات حيدر، لكنها لم تحدد سبب الوفاة.
ويُعد حيدر أحد أهم الكتاب السوريين، وعُرف بروايتين أثارتا جدلًا كبيرًا، “الفهد” و”وليمة لأعشاب البحر”، والأخيرة اندلعت لأجلها مظاهرات طلابية في مصر في عام 2000.
رحلة 55 عامًا من الكتابة
بوفاة حيدر، تنتهي رحلته مع الكتابة بعد 53 عامًا، أصدر خلالها عشرات المؤلفات بين الرواية والقصص القصيرة، التي بدأت منذ إصداره مجموعة “حكايا النورس المهاجر” (1968) عن وزارة الثقافة السورية حينها.
وفي العام الذي أصدر فيه مجموعته القصصية، أسهم بتأسيس اتحاد الكتاب العرب في دمشق، وكان عضوًا في مكتبه التنفيذي، بحسب ما ذكرت وزارة الثقافة.
الفهد والسينما
ولد حيدر حيدر في قرية حصين البحر، التابعة لمحافظة طرطوس على الساحل السوري (1936)، وتخرّج من معهد المعلمين التربوي في حلب (1954)، ومنها انتقل إلى دمشق.
مع إصداره للأعمال الأدبية، انتقل حيدر إلى الجزائر ليعمل في مجال التدريس في مدينة “عنّاية” الجزائرية.
في عام 1968، أصدر حيدر روايته “الفهد”، التي تدور حول فلّاح بسيط انتزع الإقطاعيون أرضه وتعرّض للتعذيب والسجن.
الرواية نفسها، تحوّلت إلى فيلم سينمائي حمل ذات الاسم في 1972، يعدّ من أبرز الأعمال السينمائية السورية، وكتب السيناريو حينها حيدر نفسه بالاشتراك مع مخرج الفيلم، الراحل خلدون المالح.
ولعب دور البطولة حينها كل من أديب قدورة وأسعد فضّة وإغراء وخالد تاجا، وأنتجته المؤسسة العامة للسينما (حكومية).
حصل الفيلم حينها على جائزتين تقديرتين، الأولى من مهرجان “لوكارنو” والثانية من مهرجان “كارلوفيفاردي”، كذلك جائزة لجنة التحكيم في مهرجان دمشق لسينما الشباب.
وكل هذه الجوائز كانت في عام إنتاج الفيلم، 1972.
ووضع الكاتب السوري الراحل، ممدوح عدوان، أشعار الأغاني للفيلم حينها.
الفيلم متاح على “يوتيوب“، علمًا أنه غير مناسب لبعض الفئات العمرية.
رواية اندلعت المظاهرات ضدها
في عام 1984، أصدر حيدر حيدر روايته “وليمة لأعشاب البحر”، وطبعت ست مرّات، كان آخرها عام 1997 عن دار “ورد” في دمشق.
وفي عام 2000، صدرت الرواية مجددًا ضمن “سلسلة آفاق” التابعة لهيئة “قصور الثقافة” وهي هيئة حكومية مصرية، وهو ما أثار غضبًا كبيرًا وصل إلى حد التظاهر في الشوارع اعتراضًا على نشرها.
كما هاجمها الشيخ الراحل يوسف القرضاوي، والذي قال في خطبة إنه لم يستطع استكمال نصف الرواية التي “تنكر الدين والخلق”.
أدى منع الرواية إلى ارتفاع كبير لسعرها من جنيهين مصريين إلى 100 جنيه مصري، وفق الروائي المصري أشرف عشماوي وهو رقم كبير للغاية حينها.
وجاءت تصريحات عشماوي ضمن برنامج “منع من التداول”.
وبرغم أن الحركات الإسلامية المصرية التي تظاهرت ضد الرواية اعتبرت أنها تحتوي تطاولًا على الدين الإسلامي، إلا أن مجد حيدر، ابن حيدر حيدر أكد في البرنامج نفسه أن الرواية تتحدث عن “حزب البعث” والطبقة العسكرية الحاكمة.
كما ذكر أن الرواية دخلت إلى سوريا حينها عن طريق التهريب، وبدأ توزيع نسخها سرًا، باعتبارها روايةً سياسيةً ممنوعة عما حصل في سوريا والعراق، مع التنبؤ بما سيحصل في سنوات الصراع بين الدولة والإسلاميين في الجزائر.
ولم يسمح بتداول الرواية في سوريا حتى عام 1995.
كان وراء نشر الرواية في مصر، الروائي الراحل إبراهيم أصلان، ونشرت بشكل طبيعي حتى كتب الدكتور في جامعة الأزهر حينها، محمود عباس، مقالين هاجم فيهما الرواية ووزير الثقافة.
ثم ردّ العديد من المثقفين المصريين على المقالين، ما أدى إلى جدل واسع وصودرت النسخ واندلعت مظاهرات في جامعة الأزهر.
مؤلفات حيدر حيدر
استمر حيدر حيدر بإصدار رواياته، ومنها “أمواج بيروت” و”مرايا النار” 1992، و”غسق الآلهة” 1995، و”شموس الغجر” 1997.
وسبق لحيدر أن كتب روايات “الزمن الموحش” 1973، و”الومض” 1970.
وكانت آخر الجوائز التي حصل عليها حيدر، درع غسان كنفاني للرواية العربية 2022.
مرتبط
اكتشاف المزيد من موقع المعارف
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.